أكد عضو الهيئة العامة في الائتلاف الوطني السوري أيمن الأسود أنه:” يؤيد كل دعوة للحل السياسي خاصة عندما تكون دولية، فنظام الأسد هو المجرم وهو من يدير ظهره للحل السياسي” مشيراً إلى أن “نظام الأسد يحاول استعادة شرعيته المفقودة من خلال إجراء انتخابات هي عبارة عن “مسرحية في غاية الابتذال”، وكان للمكتب الإعلامي للائتلاف هذا اللقاء معه:
حبذا لو تحدثنا عن تجربتك السياسية والنضالية قبل الثورة ..
كنت معارضاً لنظام الأسد منذ شبابي عندما كنت طالباً في الجامعة، ونضجت توجهاتي بعد تشكيل إعلان دمشق، حيث ساهمت في الاعتصامات التي كانت تنفذ في آذار من كل عام أمام القصر العدلي احتجاجاً على قانون الطوارئ لعام 1963،كما كان لي نشاطات في درعا، حيث كنت أستقبل في منزلي رموزاً من المعارضة منذ عام 2004. وقام نظام الأسد بطردي من سلك التعليم قبل الثورة بأربع سنوات انتقاماً مني لنشاطاتي، وقبل بداية الثورة، كنا نعرف أن الثورة ستقوم فالبلد كانت على صفيح ساخن، لكننا لم نعرف أين ستبدأ ومن سيبداً، وحصلت البداية في درعا.
ما هي مشاركتك في الثورة خاصة وأنها بدأت في محافظتك درعا؟
قمت بالدور الإعلامي في بداية الثورة، حيث لم يكن هناك بعد قيادات، فاتصلت بالفضائيات، ونقلت ما يجري يومياً عبر القنوات (الجزيرة- الحرة-فرانس 24- بي بي سي والعربية وغيرها) . لذلك لاحقتني قوات أمن النظام من الأيام الأولى للثورة، وقصدوا شخصي بشكل خاص، لأن نظام الأسد كان يهمه ألا تخرج الأمور عن نطاق درعا، وكان يزعجهم ما يحدث في المحافظة، لذلك تخفيت في بيوت الأصدقاء وتنقلت من مكان لآخر، وساعدني في ذلك الحالة التضامنية الموجودة لدى الثوار، فكنت أستطيع الذهاب إلى أي بيت لأختبئ.. استمريت على هذه الحالة حتى دخلت قوات النظام على درعا، وقطعت أوصالها بالحواجز، فأصبح من الصعب اختبائي وتنقلي، فهربت إلى الأردن بتاريخ 12/5/2011 حيث أقمت في ملجأ مكون من عدة بنايات قدمه أحد الأردنيين تبرعاً للاجئين السوريين، وقمت هناك بعدة لقاءات مع الصحافة الأردنية ومع الصحافة العالمية، ومع عدد من السفارات وشرحت لهم الوضع في المحافظة وفي سورية بشكل عام حيث كانوا يريدون معرفة ما يجري هناك.
قدم الائتلاف الوطني 25 وثيقة إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تدين نظام الأسد لاستخدامه السلاح الكيمياوي وارتكاب جرائم القتل، كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟ وهل هناك أمل بتغير الموقف الدولي؟
طبعاً من الضروري تحويل ملفات انتهاكات نظام الأسد لمحكمة جرائم الحرب لكن الجميع يعرف الإطار العام لهذا العمل.. فنحن نخشى من الموقف الدولي الذي في حال تغير سيكون هناك محاسبة في محكمة الجنايات وسيكون هناك توجه نحو حسم الأمور ومحاسبة المجرمين. وفي حال لم يحصل ذلك عاجلاً، ربما يحصل آجلاً. أما في حال استمر الموقف الدولي في إطار التشبث بالحل السلمي والسياسي، الأمر الذي وافق عليه الشعب مؤخراً بعد أن اقتنع بهيئة الحكم الانتقالي، وكان أن رفضه نظام الأسد، فلا يوجد أمل كبير.
ما الذي تحتاجه محكمة الجنايات الدولية لقبول الملفات؟
تحتاج إلى شرعية دولية من الأمم المتحدة، فروسيا يمكن أن تغير موقفها الذي لم تكن لتتخذه لولا موافقة الأميركان على ذلك، وعندما تحدثت أميركا عن ضربة محتملة لنظام الأسد، تخلت روسيا عن موقفها المؤيد بشدة والداعم لنظام الأسد. ثم عادت لموقفها السابق بعد أن تراجع أوباما عن الضربة.
ما رأيك بفتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية في سورية؟
هذه هي عقلية نظام الأسد، لا أستغرب هذا الفعل الذي يريد النظام من ورائه استعادة شرعيته وهو النظام غير الشرعي والوراثي. بالطبع ليس هناك أي جدوى لدى السوريين من هذه الطريقة التي يتعامل بها ديكتاتور مارس القتل والتدمير أكثر من ثلاث سنوات، وما يقوم به حالياً لا يتعدى كونه مسرحية في منتهى الابتذال.
برأيك هل سيقف العالم متفرجاً إزاء هذه التصرفات والانتخابات العبثية؟
لم نفهم بعد ما هي تفاصيل الإرادة الدولية، فالمجتمع الدولي أصر على الحل السياسي، وتغاضى عن مستوى التدمير الذي قام به نظام الأسد، وبذلك ضغط على الشعب للقبول بالحل السياسي. وخلال الفترة القادمة، إن لم يتم الضغط على النظام، وتزويد الجيش الحر بالأسلحة النوعية، ستكون الضغوط الممارسة هي على الشعب السوري للقبول بالأمر الواقع، خاصة مع استمرار روسيا وإيران وحزب الله في دعم نظام الأسد، وعدم عدم أصدقاء الشعب السوري للثورة بالشكل الأمثل.
كيف ترى دعوات بعض أعضاء الائتلاف الوطني لمقاطعة الحل السياسي ومفاوضات جنيف؟
أنا مع كل دعوة للحل السياسي خاصة عندما تكون الدعوة دولية، فقد لا يعطي الذهاب للمفاوضات نتيجة مباشرة لكن عدم الذهاب هو كارثة أكبر. أنا مع الذهاب لأي دعوة بتوافق دولي لأن نظام الأسد هو المجرم المحرج من المفاوضات، وليس نحن، وهو الإرهابي الكبير الذي يجب المطالبة بفتح ملفه.