اعتقل عضو الائتلاف الوطني صلاح الدين الحموي عام 1980، وأمضى خمساً وعشرين سنة في سجن تدمر، لمعارضته نظام الأسد، وبعد خروجه للحرية، عمل على شحن الهمم ضد نظام الأسد الظالم لسنوات، ثم شارك في الثورة منذ بداياتها، وعمل في النشاط المسلح، كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في المجلس العسكري بحماة. يرى الحموي أن هناك حملة شرسة وممنهجة ضد الائتلاف تقودها جهات عدة، للتأثير على عمله وعلى الثورة، لكنه أبدى تفاؤله بالوصول إلى حل للمسألة السورية بعد الوضع في العراق. وكان للمكتب الإعلامي للائتلاف معه هذا اللقاء:
حبذا لو تعطينا فكرة عن حياتك وتاريخك قبل الثورة وبعدها:
اعتقلت في سجن تدمر 25 عاماً من 1980 حتى نهاية 2004 لنشاطاتي المعارضة لنظام الأسد، ووقتها شن نظام الأسد حملة عامة أدت لاعتقالات واسعة شملت 100 ألف معتقل. وبعد خروجي من المعتقل، مارست نشاطات في التوعية والتعبئة ضد ظلم نظام الأسد. وفي بداية الثورة، شاركت بشكل فعلي في الحراك المدني، وبعدها في الحراك المسلح من خلال عملي كرئيس للجنة العلاقات الخارجية للمجلس العسكري في حماة. كما كنت من اللجنة الأساسية التي عملت على صياغة وإنشاء المجالس المحلية في سورية، وانتخبت رئيساً لمجلس محافظة حماة بتاريخ 3/10/2013، وأنا حالياً ممثل المحافظة في الائتلاف الوطني.
من خلال عملكم لفترة طويلة في السياسة، وفي الثورة السورية ما هي المبادئ التي استقيتموها؟
هناك ثلاث نقاط أساسية تتحكم في السياسة، وفي الوضع العام للثورة، وهي: الموقف الدولي العام، ووضع المعارضة، ونظام الأسد المجرم. لكن أهم مبدأ أساسي هو الوطنية فهو المحور الأساسي للتحرك.. فلا تنازل عن حقوق الوطن والكرامة والسيادة. وهذه قضايا تجمع جميع المخلصين للوطن بغض النظر عن انتماءاتهم. وبالطبع، لا مجال للتنازل والتخلي عن مبادئنا. والمعلوم أن نظام الأسد باع سورية، وموقفنا المبدئي لن يتغير ولن نخل بتمسكنا بسيادتنا على وطننا ولن نبيع مثلما فعل الأسد.
لماذا يطال الائتلاف الكثير من الانتقادات؟ والكثير من الإشاعات؟
الكلام الذي ينشر حول الائتلاف هو حملة شرسة عامة شنت عليه حتى من قبل الدول التي تدعي صداقتها للشعب السوري، وذلك لإضعاف الائتلاف والتأثير على الثورة.. هذا بالإضافة إلى ماكينة إعلام الأسد التي تعمل على تشويه الثورة من خلال الإشاعات والأكاذيب. لكننا لا ننكر أن الائتلاف ما يزال يفتقد إلى نضوج العمل المؤسسي، ولم يتحول إلى منظومة متكاملة ذات نظام تكاملي وتوصيف وظيفي لكل من فيه. وهناك بعض التصرفات الفردية غير المدروسة التي تسيء إلى مؤسسة الائتلاف ككل من خلال الفوضى التي تخلقها. لكن هناك توجه بشكل عام في الائتلاف للانضواء في إطار عمل مؤسسي ناضج.
برأيك ما هو تأثير الوضع في العراق حالياً على ما يجري في سورية؟
ما نراه في العراق هو القيام بمواجهة طائفية رئيس الوزراء المالكي، وهي ستؤثر إيجاباً على المنطقة من خلال إلزام الدول الكبرى التي كانت تقف متفرجة على ما يجري في سورية لتقف مع الغالبية الثائرة ضد الظلم، وإلا فإن المسألة ستخرج من يدها وستشمل كل المنطقة. وأتوقع أن تدفع هذه المسألة الدول على الغالب لاحتواء الموضوع وإنصاف الغالبية المظلومة، وإعادة حقوق الأمة التي تستباح وعدم السكوت على القتل والتدمير.