شكري: الأسد هو الإرهابي الأول ويغذي التطرف بالمنطقة
أكد عضو الائتلاف الوطني السوري محمد أبو الخير شكري أن الوضع في سورية يمر بحالة حرجة، خاصة مع تخلي المجتمع الدولي عن القضية السورية، ومحاولة نظام الأسد حرف المسألة السورية من ثورة شعب يسعى للحصول على الحرية إلى معركة محاربة الإرهاب الذي ابتدعه نظام الأسد ووظفه لمصالحه. وتحدث شكري عن إجراءات جديدة يتخذها الائتلاف لتحسين أدائه السياسي في التعامل مع المتغيرات الجديدة على الساحة السياسية للثورة ، وكان للمكتب الإعلامي للائتلاف معه هذا اللقاء:
هل يمكن أن تعطي القارئ لمحة عن حياتك، ومشاركتك بالثورة؟
درست في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وانتسبت لنقابة المحامين في عام 1998، وبعدها حصلت على إجازة في الشريعة الإسلامية. وكنت خطيب جمعة في جامع الإمام الشافعي منذ عام 1983 وحتى عام 2012 حيث قدمت سلسة من الخطب هدفت لتوعية الناس بضرورة التخلص من الظلم ومحاربة الفساد. وفي عام 2012، بدأت المظاهرات بالخروج من الجامع الذي أخطب فيه، فهددني الأمن بالاعتقال واضطررت للخروج خارج سورية. أقمت في مصر لمدة عام كامل، وبعدها جئت إلى اسطنبول. وبالطبع قبل الثورة، كان التصحر مسيطراً على ممارسة السياسة في سورية. وكانت جميع الأحزاب متفرعة إن لم تكن نسخة طبق الأصل عن حزب البعث. دخلت باب السياسة بعد خروجي من سورية، وأصبحت عضوا في الائتلاف في الشهر الخامس من عام 2013. وحالياً أمارس العمل السياسي والشعبي بآن، حيث مازلت على تواصل مع الناس والثوار في سورية، من أجل التكامل السياسي والثوري، لأن الانفصال عن الواقع الشعبي للثورة، يؤدي إلى إجهاض الثورة والمطالب التي خرج السوريون من أجل تحقيقها، وكان لخبرتي وعلاقاتي من خلال كوني أمين سر رابطة علماء الشام، وعضو المجلس الإسلامي السوري الأثر في ذلك التواصل.
كيف ترى الوضع في سورية بشكل عام بعد أكثر من 3 أعوام على بدء الثورة، وبعد تعثر مفاوضات جنيف؟
لا شك بأن الوضع في سورية بكافة جوانبه السياسية والعسكرية والداخلية والدولية في حالة حرجة، فالوضع السياسي سيء نتيجة تأثير المعادلات الدولية الداخلية والخارجية التي أثرت حتى في أداء الائتلاف، وتغاضي المجتمع الدولي برمته عما يجري في سورية، بالإضافة إلى محاولات نظام الأسد الحثيثة لتحويل الواقع السوري من ثورة من أجل الحرية، إلى موضوع مكافحة الإرهاب والتي حاول منذ بداية الثورة تسويقه للمجتمع الدولي. هذا وإن المصالح والأجندات المختلفة بين الدول الدولية والأقليمية، لعب دورا كبيرا في الإطالة بعمر معاناة السوريين في رحلتهم الساعية إلى إسقاط الأسد وأزلامه، والذي أدى بدوره أيضا إلى تقسيم الثوار لعدة تصنيفات مختلفة. إلى ذلك، عمد نظام الأسد إلى حصار العديد من المناطق وتجويعها لإجبار الثوار على المصالحة من أجل لقمة العيش، وإنّه من المؤسف لهذه العملية التي يفاوض الأسد بها الشعب على لقمة العيش ورغيف الخبر، تحصل أمام مرأى كافة دول حقوق الإنسان!.
ما هي الإجراءات التي يتخذها الائتلاف لتحسين عمله على المستوى التنفيذي، وما هي أهميتها؟
هناك إجراءات على غاية بالأهمية من بينها تعديل النظام الداخلي للائتلاف وهو من الضروريات، وتحديد العلاقة الناظمة بينه وبين الحكومة المؤقتة. ويجري العمل حالياً على تشكيل حكومة جديدة قادرة على النهوض بمسؤولياتها في الداخل من خلال اختيار وزراء أكفاء لهذه المهمة، وتحديد الائتلاف للجان تشرف على عمل الحكومة وتتابع أعمالها. وهناك رغبة قوية في إنهاء حالة التجاذبات والاستقطاب السائدة في الائتلاف وإيجاد حالة من الثقة والتوافق بين مكوناته، وحث الدول الداعمة على دعم الحكومة المؤقتة من أجل وضع ميزانية ثابتة لها تكسبها قوة في الداخل.
ما رأيك بالجماعات الإرهابية التي تحاول إفشال الثورة وإخمادها؟
الثورة خرجت من أجل الحرية والكرامة، لكن نظام الأسد هو الإرهابي الأول وهو من غذى إرهاب الجماعات المتطرفة، ومهد الأجواء من أجل تطور تنظيم “داعش” المتطرف. وبالطبع فإن نظام الأسد هو من فتح الباب لقدوم ميليشيا أبو الفضل العباس وميليشيا حزب الله الإرهابي وغيرها من الميليشيا الإرهابية التي يتعامل معها نظام الأسد من أجل محاول قمع الإرادة الشعبية، من خلال الاستعانة بقوى خارجية، ما يعرض سورية لخطورة الاحتلال من قبل إيران وغيرها من الحلفاء الدوليين لها.