عمل صلاح درويش عضو الائتلاف الوطني السوري، المناضل المخضرم، خلال العام الأول من الثورة على تشكيل المجلس الوطني الكردي حيث كان عضواً في الهيئة السياسية العليا في المجلس الوطني الكردي، وعمل بفعالية في تنظيم المظاهرات التي نادت بإسقاط نظام الاسد، ويتفرغ الآن للعمل كعضو في الهيئة السياسية للائتلاف. وعزا درويش تقاعس المجتمع الدولي عن إجبار نظام الأسد على التنحي إلى عوامل كثيرة من بينها: تدخل جهات عديدة في الشأن السوري غير موحدة الأهداف والمصالح، الأمر الذي يخلق خلافات، بالإضافة إلى عدم جدية أصدقاء الشعب السوري في العمل على إسقاط نظام الأسد تحت حجج مختلفة. وكان للمكتب الإعلامي للائتلاف معه هذا اللقاء:
حبذا لو تعطينا فكرة عن نفسك وعملك قبل الثورة
أنا الدكتور صلاح درويش من مواليد 1954، أحمل شهادة دكتوراة في الهندسة الجيولوجية من موسكو حيث تخرجت في عام 1987، وكنت أسكن في مدينة القامشلي. وأنا عضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سورية وكان لي مكتب لهندسة ميكانيك التربة في القامشلي.
ما هي أهم مراحل تجربتك النضالية قبل وبعد الثورة؟
عملت قبل الثورة كممثل للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في جامعة دمشق عندما كنت طالبا هناك، وبعدها عملت كممثل للحزب في الاتحاد السوفياتي سابقا بعد ذهابي إلى هناك لإكمال دراسة الدكتوراه، وبعد رجوعي إلى سورية عملت في اللجنة المركزية في الحزب، ثم في المكتب السياسي، وكذلك في قيادة التحالف الوطني الكردي الذي شكل من عدة أحزاب كردية آنذاك. وفي السنة الأولى للثورة، عملنا على تشكيل المجلس الوطني الكردي، وكنت عضوا في الهيئة السياسية العليا في المجلس الوطني الكردي، وعملنا بفعالية في تنظيم وتسيير المظاهرات التي نادت بإسقاط نظام الأسد حتى خروجي من سورية بسبب اختيار المجلس الكردي لي كي أكون ممثلاً له في الائتلاف الوطني السوري، حيث أصبحت عضواً في الهيئة السياسية للائتلاف، وتفرغت للعمل فيها وأقيم حالياً في اسطنبول.
كيف تقيم عمل الائتلاف في السابق؟ وكيف تتصور أفق عمله المستقبلي؟
مجرد تشكيل الائتلاف الوطني كان خطوة في الطريق الصحيح، باعتبار أن هذا العمل خرج من حيز عمل الأحزاب السياسية لوحدها إلى حيز العمل الوطني العام. وكان الائتلاف هو الإطار المعقول لذلك لكنه مر بدون شك بمراحل لا تخلو من الأخطاء والعقبات، باعتباره -أي الائتلاف- كان تجربة جديدة على المجتمع السوري. أما فيما يتعلق برأيي بمستقبل عمل الائتلاف، فهذا يرتبط بمدى استيعابه لكل القوى الفاعلة والمنادية بالتغيير في سورية، وكذلك بمدى رغبة المجتمع الدولي في ذلك.
ما رأيك بالتصريحات الدولية المتتالية عن استئناف الحل السياسي، وإمكانية عقد جولة مفاوضات جديدة بين الائتلاف ونظام الأسد؟
بعد أكثر من ثلاث سنوات من عمر الثورة، وتبيان حقيقة عدم جدوى الحل العسكري الذي فرضه نظام الأسد على الثوار وعلى الشعب السوري، ظهر خيار مفاوضات جنيف، لكن خيار الحل السياسي هذا تهرب منه نظام الأسد بشكل مستمر. ونحن لازلنا في الائتلاف نؤمن بهذا الطريق الذي ينهي مأساة الشعب السوري على عكس نظام الأسد ومؤيديه من الدول والتنظيمات التي تعمل على وهم خيار الحسم العسكري المستحيل. أما بالنسبة لإمكانية عقد جولة مفاوضات جديدة فهذا لن يتم إلا إذا حدث توازن عسكري على الأرض يجبر نظام الأسد على القبول بحل سياسي عبر هيئة حكم انتقالية تدير شؤون البلاد.
نشهد مسرحية للانتخابات أعلن عنها نظام الأسد، كيف تراها؟
باختصار مسرحية الانتخابات هي نفسها تهرب من الحل السياسي، وقتل نظام الأسد لما تبقى من أمل في هذا الطريق، واستمرار لتدمير سورية.
كيف تفسر تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ موقف جاد يجبر نظام الأسد على التنحي ويوقف شلال الدم؟
هناك عوامل عديدة تتسبب وتساهم في هذا التقاعس، منها وجود دول كبيرة ومهمة تقف إلى جانب نظام الأسد بكل قواها، وتستخدم الفيتو ضد كل مشاريع القرارات في مجلس الأمن، بالإضافة إلى تدخل جهات عديدة في الشأن السوري غير موحدة الأهداف والمصالح مما يؤدي إلى خلافات ضمن صفوف الائتلاف بجناحيه السياسي والعسكري وكذلك عدم جدية أصدقاء الشعب السوري في العمل على إسقاط نظام الأسد تحت حجج مختلفة وواهية من بينها: غياب البدائل، والتخوف من الإرهاب وكذلك تلكؤ المعارضة بكافة مشاربها في توحيد صفوفها واختلاف رؤاها عما يحدث على الأرض، وهناك عوامل مهمة أخرى أتحفظ على ذكرها.