أكد عضو الائتلاف الوطني السوري عقاب يحيى أن “الثورة ليس حكراً على أحد بل هي نتاج عمل وكفاح شبان خرجوا ضد نظام الأسد”، مضيفاً في لقاء مع المكتب الإعلامي للائتلاف قوله :” إننا لا نعتبر أنفسنا في الائتلاف أوصياء على الثورة”. ورأى يحيى أن مهزلة الانتخابات التي يجريها بشار الأسد تعكس الضوء الأخضر الذي أعطته الدول الغربية لنظام الأسد للترشح وإجراء انتخابات. وكان لنا معه هذا اللقاء:
ما هي أهم نقاط ومنعطفات تجربتك الثورية قبل الثورة وبعدها؟
أنا من معارضي نظام الأسد منذ عام 1970 أي منذ كنت شاباً، فقد اتخذت موقفاً أخلاقياً وتوليت إنشاء تنظيم سري هو “التجمع الوطني الديمقراطي” في عام 1976، وطوردت بعدها خمس سنوات داخل سورية وبعدها جئت للجزائر منذ أواخر الثمانينات حتى الآن، وأنا كاتب وروائي كتبت الكثير عن الثورة، وكان أول مقال لي كتبته من تونس بعنوان”حلم العودة للوطن لم يعد بعيداً” وقد رافقت الثورة منذ البداية وكنت الجندي الصغير الذي حاول التلاؤم مع الثوار الآخرين.
كيف تقيم مآلات الثورة بشكل عام؟
حاولنا أن نكون جزءاً من الثورة التي كانت نتاج عمل الشبان وكفاحهم ضد نظام الأسد، ولسنا أوصياء على الثورة التي لم تنتج للأسف قيادات من صلبها، فقد اقتنص نظام الأسد الرعيل الأول من القيادات، وصدرت قيادات جديدة أخرى. وهناك من حاول أن يركب الثورة. وجاء العمل المسلح كتطور إجباري للثورة بعد أن دفع نظام الأسد الثوار لهذا الأمر ليقتل العمل السلمي ويطغى عليه.
ما رأيك بالعمل المسلح للثورة؟
للأسف أدت التدخلات الإقليمية المختلفة في التسليح من جهة، ومستوى المال السياسي من جهة أخرى إلى ضعف الأداء في المجالس العسكرية وإلى عدم توحيد العمل المسلح. لذا فعلى جميع المقاتلين أن يعلموا أنه بتوحيد الكلمة يكون الانتصار.
ما هي أهم الأخطاء والعيوب التي تراها؟
إحدى الأخطاء هي المراهنة على الخارج والتصور أن الدول الغربية ستحسم الأمور، لأن ذلك يهدد قرارانا الوطني. فلا بد من استعادة القرار الذي بفقدانه فقدنا الكثير. ولذلك لا بد أن نقوم بمراجعة كاملة وشاملة داخل الائتلاف وعقد مؤتمر وطني للثوار بدون استثناء.
ما رأيك بالانتخابات التي أعلن نظام الأسد عنها؟
هذه مهزلة معروفة، لكنها تؤكد على الضوء الأخضر الذي أعطته الدول المحسوبة على “أصدقاء الشعب السوري” لنظام الأسد وخاصة أمريكا، فلو كانت هناك مواقف جدية من الدول الغربية لما تجرأ نظام الأسد على الترشح وعلى إجراء هذه الانتخابات على أنقاض سورية، وأخشى ما أخشاه أن يكون الاتفاق الروسي- الأميركي الذي تحدث عن تسليم ترسانة النظام الكيماوية قد تضمن موافقته على استمرار الأسد في الحكم لفترة محددة. ولكن الأمر بيد السوريين، شاء من شاء وأبى من أبى.
ما هي توقعاتك للثورة السورية والحلول التي تقترحها من أجل انتصارها؟
ليس هناك حل سياسي مشرف مرتقب، ولا حل عسكري يحسم النصر،وأظن أن على السوريين أن يرسموا معالم المرحلة المقبلة وتحديد طريقة تمثيل العلاقات مع الدول الأشقاء ومع الدول الغربية، ولا بد من رؤية سياسية واضحة افتقدناها في الفترة الماضية.
حبذا لو تعطينا رأيك في الحديث عن انتقال الحكومة المؤقتة للعمل من داخل سورية؟
هذا أمر ضروري وأنا طرحت على الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة عدة اقتراحات أهمها أن تمسك الحكومة المؤقتة بأمور المناطق المحررة بعدما تعرضت له هذه المناطق من أعمال مشينة، وضبط الأمن واستعادة الحياة فيها. ومن بين الأمور الواجب الاهتمام بها وجود 6500 عسكري انشقوا والعديد منهم برتب عالية وهم بعيدون عن العمل العسكري..في حين أن البعض يتولون مناصب عسكرية ولم يمارسوا هذا العمل قبلاً. وأظن أن نجاح الحكومة المؤقتة في مهامها يرتبط بمدى الاعتراف الدولي بها وحجم المساعدات المقدمة لها.