عمل عضو الائتلاف الوطني السوري مصطفى سخطة منذ بدء الثورة في إغاثة المتضررين في حمص وبانياس واللاذقية، رغم عمله الأساسي كمهندس مدني. وبحسب رأيه، فإن الحالة الثورية تمر في 3 مراحل أولها: مرحلة الاستنفار الثوري التي تسقط النظام، ثم مرحلة البناء لكيان الدولة الجديد، والمرحلة الثالثة هي مرحلة العلاقات الدولية التي يجب أن ينسجها كيان الدولة الجديد مع الدول الإقليمية والغربية. وأشار سخطة في اللقاء الأسبوعي الذي أجراه معه مكتب الائتلاف الإعلامي، إلى أنه ليس لدى المجتمع الدولي حتى الآن إرادة حقيقية لإسقاط النظام، ولكن بالرغم من ذلك فإن الثورة منتصرة والنظام فقد شرعيته ووجوده منذ زمن. وكان معه هذا اللقاء
حبذا لو تعطينا فكرة عن تجربتك ومساهمتك في الثورة
بعد تخرجي عملت كمدرس بكلية الهندسة، وبالتوازي مهندس تنفيذ لمشاريع خاصة، وغادرت سوريا لاحقاً كمهندس مباني التابعة لإمارة أبوظبي، ثم متعهد في سورية
وبعد أن انطلق الربيع العربي وانطلقت شرارة الثورة السورية، انصرف إهتمامي بالعمل الإنساني وتأمين إحتياجات المتضررين بشكل سري في محافظة اللاذقية وبانياس وحمص من مساعدات الإغاثة الغذائية والطبية. والتحقت بـ”اللقاء الوطني السوري” بدمشق الذي خرج من رحم الثورة والذي جمع كوادر فكرية من محافظة اللاذقية وباقي المحافظات السورية ومعظم أعضاء اللقاء الوطني هم الآن أعضاء بالإئتلاف الوطني. غادرت إلى أنطاكيا خوفا من الاعتقال، وتابعت العمل في الإغاثة الإنسانية من خلال مؤسسات أجنبية وعربية عاملة في انطاكيا، ثم عملت مع المجالس العسكرية ضمن المكتب السياسي ثم ممثل سياسي للأركان عن محافظة اللاذقية ضمن التوسعة الأخيرة للائتلاف الوطني السوري
يدور الحديث اليوم حول المأسسة وإعادة تنظيم العمل الثوري ما رأيك بهذا الموضوع؟
المعروف أننا في حالة ثورية وهي تتضمن ثلاث مراحل: الأولى هي مرحلة الاستنفار الثوري الذي خرج فيها كل أبناء الشعب في مظاهرات سلمية، هذه الهبة الشعبية تملك القدرة على أن تطيح بأعتى الأنظمة الديكتاتورية. أما المرحلة الثانية هي مرحلة البناء التي ينفذها العقلاء والمثقفين لبناء كيان الدولة الجديد،وهنا يأتي دور الكوادر الوطنية البناءة. وأخيرا المرحلة الثالثة هي مرحلة العلاقات الدولية التي تعتبر تتويجاً للمرحلتين السابقتين ولنجاح الثورة، وهي المرحلة التي تتضمن نسج علاقات إقليمية ودولية مع الدول من جديد.
كيف ترون مشروع تنظيم “داعش” الذي يقوم بسرقة انتصارات الجيش الحر في جميع الأماكن السورية؟
مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق ازدادت قوة التنظيم وقد انتشر بشكل مفاجىء عندما نقل مقاتليه من الجبهة في سورية إلى العراق. ونلاحظ أن التنظيم تورط في جبهة ثالثة هي لبنان؛ تنظيم “داعش” الموجود في سورية حالياً كان تنظيماً صغيراً لكنه يتزايد عدداً وعديداً بعد سيطرته على آبار النفط واستثماره المدروس للمناطق التي يسيطر عليها، ونجح هذا التنظيم باستغلال خلافات مؤسسات القوى الوطنية الثورية، إضافة إلى غض البصر الكامل من قبل المجتمع الدولي عن ممارسات هذا التنظيم، إضافة إلى السياسة الإيرانية الطائفية في المنطقة التي ينفذها الوكلاء ( بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق وحزب الله في لبنان ) كل هذا دعم فكرة وجود هذا التنظيم.
والتنظيم لديه خبرات متطورة اكتسبها من تجربته في العراق، ويملك أتباعه قناعة راسخة في نفوسهم بالولاء والسمع والطاعه للقائد، و لديهم أجهزة محاسبة من هيئات شرعية ومحاكم متفرعة عنها، ومن أهم مهامه إفساد انتصارات الجيش الحر عبر السيطرة على مواقع سبق وسيطر عليها الحر، وإقحامه بمعارك غير متكافئة مع نظام الأسد وميليشيا حزب الله
ما هو تقييمكم لموقف المجتمع الدولي اليوم من الثورة ومن المسألة السورية بشكل عام؟
لا يملك المجتمع الدولي حتى الآن أي تصور يوحي أنه يسعى لإسقاط نظام الأسد رغم كل دماء السوريين التي سالت في طريق الحرية، فما قدمه المجتمع الدولي يقتصر على الدعم الذي تقدمه المنظمات الانسانية للشعب السوري. وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بدء الثورة، لم تتبلور أي فكرة خلاقة أو قرار للإطاحة بنظام الأسد. لكن الثورة ستنتصر رغم تراخي المجتمع الدولي، فنظام الأسد انتهى وفقد شرعيته منذ زمن.