أوضح قيادي في الجيش السوري الحر أن إعادة تأهيل مدينة جرابلس تشكل أولوية بالنسبة لهم، مؤكدين أن ذلك سيتم بدعم من الجانب التركي الذي تعهد لهم بتقديم كل ما يمكن في هذا الصدد.
وتمكن الثوار من السيطرة على مساحة بنحو ١٦ كم على الشريط الحدودي، وعمق بنحو 13 كم من مدينة جرابلس باتجاه العمارنة، في أول أيام المعارك التي أطلق عليها “درع الفرات”.
وأوضح النقيب عبد الناصر جلال، القائد العسكري لـ “فرقة الحمزة” في تصريح لوكالة الأناضول، أن من أكبر الصعوبات التي واجهتهم لدى دخول فصائل الجيش الحر لمدينة جرابلس، “هي الألغام والكمائن المفخخة التي نصبها التنظيم الإرهابي في معظم بيوت وشوارع المدينة”، مشيراً إلى أن كتائب الجيش الحر قامت فور دخولها جرابلس بالعمل على إزالة الألغام ليتسنى للمدنيين العودة إلى بيوتهم.
وأشار “جلال” إلى أن الجيش الحر سمح اليوم بعودة عشرات المدنيين الذين هربوا خلال الاشتباكات نحو أطراف المدينة، وذلك بعد أن تم تأمين بيوتهم، لافتاً إلى أن توافد المدنيين إلى جرابلس والقرى المحيطة بها ستتواصل في الأيام المقبلة، وأن المدنيين عبّروا لهم عن سعادتهم لإجبارهم التنظيم المتشدد على الانسحاب، وعودتهم من جديد إلى بيوتهم.
وأوضح جلال أن تركيا سيكون لها دور في إعادة الحياة للمدينة، مشيراً أنهم تلقوا وعوداً منها بإدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر جرابلس-قارقاميش (قضاء تركي محاذي لجرابلس) كما وعدتهم بالمساعدة في تفعيل الأفران والآبار وكافة الخدمات الضرورية للمواطنين في المدينة.
وعن الجانب الأمني، قال “جلال” إن “الجيش الحر نشر العديد من الحواجز على مداخل المدينة ليمنع أي محاولة تسللّ من التنظيم وخلاياه النائمة في محيطها”، مشيراً إلى أن الجيش الحر بدأ في تشكيل مؤسسة أمنية في المدينة لحماية المواطنين وبسط الأمان في أرجائها.
من جانبه أكد محمد الغابي، قائد “جيش التحرير” أن الأولوية بالنسبة لهم الآن هي مساعدة الناس للعودة إلى حياتهم الطبيعية، لافتاً هو الآخر أن الجانب التركي وعدهم في تقديم ما يلزم ودعم أي خطوة يتخذونها في هذا الاتجاه.
وأضاف الغابي أنهم سيقومون بإنشاء محاكم في جرابلس لتنظيم أمور المواطنين، مؤكداً أن مقاتلي الجيش الحر سيتفرغون تماماً لمواصلة قتال “داعش” في مناطق جديدة بعد تأمين المدينة.
وبيّن الغابي أن حربهم ضد تنظيم “داعش” الإرهابي لن تتوقف، مشيراً إلى أن الخطوة التالية ستكون ملاحقة التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي حتى بلدة الراعي، ومنها الانطلاق باتجاه مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
ويقدر عدد سكان مدينة جرابلس والقرى المحيطه بها بحوالي 90 ألف نسمة نزح أغلبهم مع سيطرة داعش عليها في سبتمبر/ أيلول 2013.
وتقدم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالتحية والتقدير لأبطال الجيش السوري الحر لإنجازهم النوعي بتحرير مدينة جرابلس.
وأكد الائتلاف أن الثورة السورية بقواها السياسية والعسكرية والثورية ستواصل مقاومتها للإرهاب بكل أشكاله، داعياً الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي للاستمرار في توفير الدعم اللازم لهزيمة تنظيمات الإرهاب ورُعاتها، وفي مقدمتهم نظام الاستبداد الذي جلب الاحتلال لسورية ونشر الفوضى والدمار.
كما دعا الائتلاف فصائل الجيش الحر لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وتأمين عودة المهجرين، وطلب من الحكومة المؤقتة سرعة توفير الخدمات وتشغيل المؤسسات العامة لاستئناف المواطنين حياتهم من جديد. المصدر: الائتلاف + الأناضول