يستمر نظام الأسد وحلفاؤه بالتصعيد العسكري ضد المدنيين والمرافق الطبية والخدمية في الأراضي المحررة وعلى الأخص في حلب وإدلب وداريا وريف دمشق، مما تسبب في استشهاد أكثر من 400 مدني خلال أسبوع واحد، واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن انتصارات الثوار أصابت النظام “بحالة هيستيريا دفعته لارتكاب المجازر بالجملة”.
ودعا الائتلاف الوطني في بيان له أمس، مجلس الأمن لمطالبة روسيا الاتحادية وهي العضو الدائم فيه إلى الالتزام الفوري بالقرار رقم 2254، وخاصة الفقرات، 12 و13 و14، ووقف القصف وفك الحصار وتسهيل عودة اللاجئين إلى ديارهم، وتحمُّل التبعات القانونية والسياسية والجُرمية عن استهداف المدنيين والهيئات الطبية والتعليمية والخدمية والدينية، ومنها قصف الكنيسة الإنجيلية في إدلب.
واستخدم نظام الأسد وحلفاؤه في تصعيدهم العسكري الصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية وقنابل النابالم والبراميل المتفجرة، إضافة إلى الغازات السامة، مما أدى إلى تدمير معظم المشافي العامة والميدانية وتوقفها عن تقديم الخدمات الطبية.
وتابع الائتلاف في بيانه إن “استهداف مقرات الدفاع المدني وفرق الإنقاذ تسبب في ارتفاع أعداد الضحايا نتيجة تلف المعدات وإصابة المسعفين وعناصر الخوذ البيضاء المعروفين ببسالتهم في ظل تصاعد معاناة الشعب السوري”.
وأكد الائتلاف على ضرورة اعتبار استخدام النظام وحلفائه للنابالم الحارق والبراميل المتفجرة والغازات السامة، جرائم حرب وفق القانون الدولي، والمادة 13 من القرار 2254 والتي دعت للالتزام بالقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب الائتلاف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي باستئناف فرض عقوبات صارمة على مرتكبي جرائم الحرب من مسؤولي نظام الأسد والميليشيات الأجنبية الإرهابية المستجلبة من خارج سورية، والمسؤولين عن استهداف المدنيين.
كما دعا مجلس الأمن، وفق السلطة المخوَّلة له، لإحالة ملف بشار الأسد وأركان نظامه، الذين يرتكبون الجرائم، ويمنعون الانتقال السياسي في سورية، إلى محكمة الجنايات الدولية، واعتبارهم مجرمين، بدل توجيه رسائل خاطئة إليهم، تدفعهم إلى الإيغال أكثر في أعمال القتل التي يقومون بها.
وخاطب الائتلاف الوطني ممثلاً برئيسه وهيئته السياسية ومكتبه القانوني، الجهات الدولية، وفي المقدمة منها، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومجموعة الدعم الدولية، بشأن استمرار روسيا وإيران ونظام الأسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في عموم المحافظات السورية، وعلى نحو خاص في حلب وإدلب وداريا بريف دمشق.
وبيّن الائتلاف الوطني أن الطيران المعادي بمختلف تشكيلاته ينفذ أكثر من 120 غارة يومياً، وجرى توثيق استخدام الغازات السامة في عمليات القصف، مثل غاز الكلور الذي أسفر عن حالات اختناق لمئات الأطفال والنساء.
وكان الائتلاف قد أكد في مذكرات خاصة سلمت لممثلي الدول والمنظمات المعنية، أن عمليات القصف التي تطال المدنيين ومؤسسات الخدمة العامة تتناقض مع قرارات مجلس الأمن، وبالأخص الفقرة 13 في القرار 2254، والتي طالبت بوقف القصف بشكل فوري، وخصت بالذكر المنشآت الطبية والقصف المدفعي والجوي العشوائي للمدنيين، وبعد 8 أشهر عجز مجلس الأمن والمجتمع الدولي عن تطبيق القرار، بسبب انتهاكه من دولة موقعة عليه هي روسيا.
وأكد الائتلاف أن تقاعس المجتمع الدولي، وتنكُّبَه عن القيام بمسؤولياته، سيؤدي إلى تصعيد معدلات العنف، وتقويض آمال السلام والاستقرار التي ينشدها السوريون جميعاً، ويسعون من أجلها بعيداً عن الاستبداد وأركانه، والاحتلال وميليشياته. المصدر: الائتلاف