طالبت “لجنة اللاجئين السوريين في دول العبور” والتي شكلها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية؛ الدول المعنية وخاصة دول العبور، بالتعامل مع اللاجئين السوريين “بطريقة تضمن عبورهم بشكل إنساني، وتمنع استغلالهم من قبل المهربين، وتخفيف معاناتهم وفق المواثيق الدولية، وتأمين أماكن إقامة مؤقتة لهم، مع أخذ الأحوال الجوية واقتراب فصل الشتاء بعين الاعتبار”.
كما أشارت اللجنة في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأربعاء إلى ضرورة الانتباه إلى أن تزايد تدفق اللاجئين هو انعكاس لخطط نظام الأسد ومن ورائه إيران بالتهجير الممنهج للشعب السوري، والذي حذر الائتلاف منه سابقاً، بهدف إحداث تغيير ديمغرافي وتحقيق أهداف نظام الأسد وإيران بتقسيم سورية.
كما طالبت اللجنة بإقامة مناطق آمنة في شمال سورية وجنوبها تحمي السوريين من طيران نظام الأسد وبراميله المتفجرة، وتوفير الحماية لهم من هجمات تنظيم داعش، لافتة إلى ضرورة فرض الحل السياسي على نظام الأسد والعمل على تشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات، ورحيل بشار الأسد ونظامه وكافة رموزه ووقف القتل والتدمير والتهجير.
وأكدت اللجنة أن “حماية اللاجئين ودعم حقوق الشعوب في الحرية والكرامة تكفلها القوانين والشرائع الدولية، وليست خياراً تعتمده أي دولة متى شاءت”.
وقال نائب رئيس الائتلاف مصطفى أوسو “لقد روعت العالم كله مشاهد المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون وصورهم وهم يركبون البحر متحدين مخاطره ومقامرين بأرواحهم، ومن ثم انطلاقهم في رحلة شاقة وطويلة للوصول إلى أوروبا”.
وأضاف أن: “أزمة اللاجئين تشهد اليوم تفاقماً شديداً وتكاد تتحول إلى ظاهرة كارثية وأزمة عالمية، خاصة بعد أن بدا واضحاً حجم ضحايا الحروب، ومن بينهم السوريون”، موضحاً أن “العالم لا يفعل شيئاً لإنهاء معاناتهم، وبأن المستقبل مجهول، فانضم الألوف إلى ركب الهجرة واللجوء نحو بلدان تتوفر فيها الحدود الدنيا من الأمان”.
وأوضح أوسو، عضو اللجنة، أن نظام الأسد بتشبثه بخياره العسكري وحربه على الشعب السوري وقصفه المناطق السكنية والأسواق بالبراميل المتفجرة والغازات السامة، إضافة إلى إنتاج التنظيمات الإرهابية؛ هو السبب الرئيس وراء هجرة السوريين، لافتاً إلى أن التزام المجتمع الدولي الصمت وعجز عن حسم أمره وتقديم الدعم لحقوق ومطالب الشعب السوري الثائر ساعد على ذلك أيضاً.
كما أوضحت عضو الائتلاف نورا الأمير أن اللجنة قامت بالتحرك الميداني بدءاً من أزمير التركية ومروراً ببعض الجزر اليونانية وبلدان البلقان، وصولاً إلى النمسا وألمانيا.
وبيّنت الأمير أن اللجنة التي تشغل عضويتها، شاهدت أعداداً كبيرة تملأ الشوارع وأحيانا تفترش الأرصفة في انتظار تأمين وسيلة للسفر، وتزامن وجود اللجنة في أزمير مع فاجعة غرق مركب يقل 12 لاجئاً أغلبهم من السوريين ومن بينهم الطفل “عيلان شنو” وعائلته، ومن المؤلم أن هذه الفاجعة التي تعاطف معها اللاجئون المقبلون على خوض غمار الطريق ذاته؛ لم تثنهم عن المضي في هذا الطريق، بما فيهم من يحمل أطفالاً ورضعاً في رحلته.
وأشارت الأمير إلى أن اللجنة على الصعيد السياسي قابلت معاون وزير الخارجية النمساوي، كما تم التواصل مع أعضاء في وزارة الخارجية الهنغارية لشرح المصاعب والمآسي التي عانى ويعاني منها اللاجئون السوريون وطالبت بتسهيل عبورهم إلى الدول المستضيفة من أجل الإقامة المؤقتة، كما قامت اللجنة بمراسلة خارجيات بعض الدول لتثبيت الموقف وخاصة الدول الأوربية، وتتابع اللجنة مع المنظمات الدولية شؤون اللاجئين في أوروبا ودول الجوار وشؤون المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
وحول تحركات الائتلاف في ما يخص الاعتصام الذي ينفذه المئات من السوريين بالقرب من مدينة إدرنة التركية للمطالبة بفتح الحدود التركية-اليونانية لهم، قال الدكتور نذير الحكيم “الحقيقة تركت الشباب في الساعة الثامنة من صباح اليوم وعلى تواصل مع رئيس الهجرة في التركية حتى نستطيع الإجابة على تساؤلاتهم”، مؤكداً أن مطلب هؤلاء المعتصمين “كبير ويعجز عنه الائتلاف والكثير من الدول”.
وأشار د. حكيم إلى أن “الأمم المتحدة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن إيجاد حلّ عاجل مع الدول الأوروبية ودول البلقان حتى يسهل إما تسهيل الترحيل أو مساعدتهم في البقاء بأراضهم أو في المناطق الآمنة”. المصدر: الائتلاف