رحلة إلى حيث يصير الدمُ ماءً
رحلة إلى حيث يصير الدمُ ماءً ماجد عبد الهادي منذ نحو عشرين سنة، وكنت حينها مقيماً في رام الله، دعاني أصدقاء سوريون من أبناء مجدل شمس، إحدى قرى هضبة الجولان المحتلة، إلى زيارتها، فتردّدت قليلاً، قبل أن ألبّي الدعوة، وكلي ظن بأني قد لا أرى هناك غير بعض تفاصيل الصور المتجهمة التي ارتسمت في ذهني عن هذه البقعة الجغرافية، أيام طفولتي، ومطلع شبابي، عندما كنت أشاهدها عبر الجهة السورية من خط الهدنة المزمنة مع إسرائيل. ماذا في الجولان سوى تلك التلال الكئيبة التي طالما هبّت منها رياح صقيعية، لتلفح وجه طفولتي، وتخترق عظامي، في قرية داعل، قرب مدينة درعا، عندما كنت...